
إن استعادة البصر لدى المكفوفين من خلال زرع دماغ على وشك أن يصبح حقيقة
تُظهر الاكتشافات الحديثة في المعهد الهولندي لعلم الأعصاب
أن الغرسات عالية الدقة المطورة حديثًا في القشرة البصرية تجعل من الممكن التعرف على الأشكال والإدراك المستحث صناعياً

تم نشر النتائج في مجلة ( نيشتر ) في ٣ كانون أول / ديسمبر ٢٠٢٠

إن فكرة تحفيز الدماغ عبر غرسة لتوليد تصورات بصرية اصطناعية ليست جديدة وتعود إلى السبعينيات
ومع ذلك, فإن الأنظمة الحالية قادرة فقط على إنشاء عدد صغير من ” وحدات البكسل الصورية ” الاصطناعية في المرة الواحدة

في المعهد الهولندي لعلم ألاعصاب, يستخدم باحثون من فريق بقيادة ( بيتر رولفسيما ), تقنيات إنتاج وزرع جديدة, وهندسة المواد المتطورة, وتصنيع الرقائق الدقيقة, والإلكترونيات الدقيقة, لتطوير أجهزة أكثر استقرارًا واستمرارية من عمليات الزرع السابقة

النتائج الأولى واعدة للغاية
التحفيز الكهربائي
عندما يتم إيصال التحفيز الكهربائي إلى الدماغ عبر قطب كهربائي مزروع, فإنه يولد إدراكًا لنقطة من الضوء في موقع معين في الفضاء البصري, يُعرف باسم الفوسفين
طور الفريق غرسات عالية الدقة تتكون من ١٠٢٤ قطبًا كهربائيًا وزرعها في القشرة البصرية لاثنين من القرود المُبصرة

كان هدفهم هو إنشاء صور قابلة للتفسير عن طريق توصيل التحفيز الكهربائي في وقت واحد عبر أقطاب كهربائية متعددة, لتوليد تصور يتكون من عدة فوسفينات
يقول رولفسيما
عدد الأقطاب الكهربائية التي زرعناها في القشرة البصرية, وعدد البكسلات الاصطناعية التي يمكننا إنتاجها لإنتاج صور اصطناعية عالية الدقة, هو عدد غير مسبوق
التعرف على النقاط والخطوط والحروف
كان على القرود أولاً أن تؤدي مهمة سلوكية بسيطة حيث قاموا بحركات العين للإبلاغ عن موقع الفوسفين الذي تم استنباطه أثناء التحفيز الكهربائي عبر قطب كهربائي فردي
تم اختبارهم أيضًا في مهام أكثر تعقيدًا مثل مهمة اتجاه الحركة, حيث تم تسليم التحفيز الجزئي على سلسلة من الأقطاب الكهربائية, ومهمة تمييز الحروف, حيث تم تسليم التحفيز الجزئي على ٨ ألى ١٥ قطب كهربائي في وقت واحد, وخلق الإدراك في شكل حرف
نجحت القردة في التعرف على الأشكال والمفاهيم, بما في ذلك الخطوط والنقاط المتحركة والحروف, باستخدام رؤيتها الاصطناعية
توضح شينغ تشين, باحثة ما بعد الدكتوراه
الغرسة لدينا تتفاعل مباشرة مع الدماغ, متجاوزة المراحل السابقة من المعالجة البصرية عبر العين أو العصب البصري
ومن ثم, في المستقبل, يمكن استخدام هذه التكنولوجيا لاستعادة ضعف البصر لدى المكفوفين الذين عانوا من إصابة أو تدهور في شبكية العين أو العين أو العصب البصري, لكن قشرتهم البصرية لا تزال سليمة
يضع هذا البحث أسس جهاز تعويضي عصبي يمكن أن يسمح للمكفوفين بشدة باستعادة الرؤية الوظيفية والتعرف على الأشياء, والتنقل في محيط غير مألوف, والتفاعل بسهولة أكبر في البيئات الاجتماعية, مما يحسن بشكل كبير من استقلاليتهم ونوعية حياتهم
المصدر / المعهد الهولندي لعلم ألاعصاب ٣ كانون أول / ديسمبر ٢٠٢٠